مجاهد بن جبر ويقال بن جبير أبو الحجاج المكي مولى عبد الله بن السائب القارئ قال محمد بن إسحاق كان مجاهد مولى لبني مخزوم. وعاش مجاهد حياته فى الكوفة.
ملامح شخصيته وأخلاقه:
يلاحظ علي مجاهد بن جبير التقوي والورع والخوف من الله و العمل ليوم تشخص فيه الأبصار، وكان أحد أوعية العلم. وكان أعلم من بقي بالتفسير، قال عنه الذهبي"إنه شيخ القراء والمفسرين "
وكان مجاهد من الذين يتلون كتاب الله عز وجل ويتلذذون بهذه التلاوة.
وكان يحب السفر والسياحة فى الأرض فقدم على سليمان بن عبد الملك وعلى عمر بن عبد العزيز وشهد وفاته، وكانوا يحرصون على التنقل والسير فى الأرض من منطلق قوله تعالي " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله ".
شيوخه وتلاميذه:
لزم ابن عباس ونهل من علمه وقرأ عليه القرآن قراءة تدبُّر وتفاعل وتعامل، روي عنه أنه قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت، وكيف كانت؟ كماسمع من ابن عمر وعليا. [رضي الله عنهم أجمعين]
وأخذ مجاهد العلم عن أعلام الصحابة وعلمائهم عن ابن عمر، وأبي هريرة وابن عمرو وأبي سعيد ورافع بن خديج وعنه خلق من التابعين.
روي عن مجاهد بن جبير: عكرمة وطاوس وجماعة من أقرانه وقتادة ومنصور والأعمش وعمرو بن دينار وأيوب السختياني وابن عون وعمر بن ذر وعبد الله بن أبي نجيح ومعروف بن مشكان وخلق.
من كلماته:
قال مجاهد من أكرم نفسه وأعزها أذل دينه ومن أذل نفسه أعز دينه، وقال شعبة عن الحكم عن مجاهد قال قال لي يا أبا الغازي كم لبث نوح في الأرض قال قلت ألف سنة إلا خمسين عاما قال فإن الناس لم يزدادوا في أعمارهم وأجسادهم وأخلاقهم إلا نقص.
وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي علية عن ليث عن مجاهد قال ذهبت العلماء فما بقى إلا المتعلمون وما المجتهد فيكم إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم وروى ابن أبي شيبة أيضا عن ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال لو لم يصب المسلم من أخيه إلا أن حياء منه يمنعه من المعاصي لكان في ذلك خير.
وقال الفقيه من يخاف الله وإن قل علمه والجاهل من عصى الله وإن كثر علمه وقال إن العبد إذا أقبل على الله بقلبه أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه.
وقال مجاهد إن الله عز وجل ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.
المؤلفات:
صنف مجاهد تفسير القرآن.
منهجه في التفسير:
وكان مجاهد من أهل الاستنباط والاجتهاد، والحرية العقلية، فربما يصرف النصوص عن ظاهرها كتأويل المسخ قردةً بمسخ القلوب – وقد عرَّضه ذلك، لاحقا، لشيء من الانتقاد وما كان ذلك لينقص من قدره فعليه اعتماد الشافعي في التفسير وكذا البخاري في صحيحه.
من تفسيراته:
عن مجاهد بن جبير أن اليهود لما صلبوا ذلك الرجل الذي شبه لهم وهم يحسبونه المسيح وسلم لهم أكثر النصارى بجهلهم ذلك تسلطوا على أصحابه بالقتل والضرب والحبس فبلغ أمرهم إلى صاحب الروم وهو ملك دمشق في ذلك الزمان فقيل له إن اليهود قد تسلطوا على أصحاب رجل كان يذكر لهم أنه رسول الله وكان يحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص ويفعل العجائب فعدوا عليه فقتلوه وأهانوا أصحابه وحبسوهم.
فبعث فجيء بهم وفيهم يحيى بن زكريا وشمعون وجماعة فسألهم عن أمر المسيح فأخبروه عنه فبايعهم في دينهم وأعلى كلمتهم وظهر الحق على اليهود وعلت كلمة النصارى عليهم وبعث إلىالمصلوب فوضع عن جذعه وجيء بالجذع الذي صلب عليه ذلك الرجل فعظمه.
ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تُسْتنكر. فقد ذهب إلى بابل، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت. قال فبعث معي يهودي، حتى أتينا تنورا في الأرض، فكشف لنا عنهم، فإذا بهما معلَّقان منكَّسان، فقلت: آمنت بالذي خلقكم. فاضطربا فغُشِي عليَّ وعلى اليهودي، ثم أفقنا بعد حين، فلامني اليهودي، وقال: كِدْتَ أن تهلكنا.
قال أبو بكر بن عياش: قلت: للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.
آراء العلماء فيه:
قال عنه ابن كثير "أحد أئمة التابعين والمفسرين كان من أخصاء أصحاب ابن عباس وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل أنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس وقال مجاهد أخذ ابن عمر بركابي وقال وددت أن ابني سالما وغلامي نافعا يحفظان حفظك وقيل أنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة وقيل مرتين أقفه عند كل آية وأسأله عنه ". قال عنه سفيان الثوري
«إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به»:
وكان ابن عمر غبط ابن عباس على هذا الصاحب الممتاز، فقال لمجاهد« وددت أن نافعا يحفظ حفظك (يعني مولاه نافعا وكان من أبرز تلاميذه.
وقال عنه الذهبي " أبو الحجاج المكي المقريء المفسر أحد الأعلام ".
قال الثوري: خذوا التفسير على أربعة: مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير. وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد.
وقال عنه الأعمش "كان إذا نطق خرج من فمه اللؤلؤ"
قال ابن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهدا أحب إلي من أهلي وما لي. قال ابن معبين وجماعة: مجاهد ثقة. وقيل: سكن الكوفة بأخرة. قال سلمة من كهيل: ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء ومجاهد وطاوس"
وعن قتادة، قال: أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد.
وفاته:
اختلف فى سنة وفاته قال ابن كثير مات مجاهد بالكوفة وهو ساجد سنة مائة وقيل إحدى وقيل ثنتين وقيل ثلاث ومائة وقيل أربع ومائة وقد جاوز الثمانين والله أعلم.
وجاء فى كشف الظنون أنه توفي سنة 104ه.
وجاء فى العبر أن توفي سنة ثلاث ومائة عن نيف وثمانين سنة
- - - - - - - - - - -
من أهم مصادر الدراسة:
- صفة الصفوة ابن الجوزي
- موقع الشبكة الإسلامية
تاريخ الإسلام الذهبي ج1 ص839
- البداية والنهاية ج2 ص95
المصدر: موقع علماء ودعاة